الأمم المتحدة تدعو المسلحين بالكونغو إلى الوقف الفوري للهجمات ضد المدنيين
الأمم المتحدة تدعو المسلحين بالكونغو إلى الوقف الفوري للهجمات ضد المدنيين
دعت الأمم المتحدة إلى "وقف فوري" للهجمات التي تشنها جماعات مسلحة متعددة على المدنيين في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك في بيان اطلعت عليه "جسور بوست"، عن قلق الأمم المتحدة بشأن تدهور الوضع الأمني، وزيادة الهجمات ضد المدنيين، من قبل التعاونية من أجل تنمية الكونغو (كوديكو) وحركة إم 23، فضلاً عن الوجود المستمر للجماعات المسلحة الأجنبية الأخرى، بما في ذلك تحالف قوى الديمقراطية، والطابارا الأحمر، والقوات الديمقراطية لتحرير رواندا، التي لا تزال تشكل تهديدا للاستقرار الإقليمي.
وأكد أنه يجب إنهاء العنف، وحث المقاتلين المسلحين على بدء المشاركة "غير المشروطة" في برنامج نزع السلاح والتسريح وإنعاش المجتمع وتحقيق الاستقرار، وفقا لموقع أخبار الأمم المتحدة.
وأضاف المتحدث باسم الأمم المتحدة: "إننا نعيد تأكيد التزامنا القوي بسيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها.
ورحب المتحدث الرسمي بترشيح الرئيس الأنغولي جواو لورينسو من قبل الاتحاد الإفريقي "لنزع فتيل التوترات" بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، وقال: "إن الأمم المتحدة تدعم هذه الجهود السياسية بشكل كامل".
وأشار إلى أنه في المقاطعات المضطربة في شمال كيفو وجنوب كيفو وإيتوري، كانت بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية “تحمي المدنيين بشكل محايد وقوي وتساعد في تحييد الجماعات المسلحة، وفقا لتفويض مجلس الأمن".
الحد من خطاب الكراهية
وأعرب المتحدث عن "قلق عميق إزاء التقارير التي تتحدث عن تزايد خطاب الكراهية في البلاد ضد بعض المجتمعات المعينة، بما في ذلك في سياق عودة ظهور حركة إم 23"، وقال: "يجب مواجهة خطاب الكراهية بشكل استباقي".
وأشار إلى أن بعثة مونوسكو وفريق الأمم المتحدة القطري في جمهورية الكونغو الديمقراطية، قد أدانا بشكل ثابت ومطلق خطاب الكراهية في الساحات العامة.
وأوضح أنه من خلال العمل عن كثب مع مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (OHCHR) والمستشار الخاص للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية، يساهم فريق الأمم المتحدة القطري في مكافحة خطاب الكراهية عبر التعامل مع السلطات على المستويات المحلية والإقليمية والوطنية وكذلك مع الصحفيين والمجتمع المدني، وفي "إدانة مثل هذا الخطاب ودعم مقاضاة من يروجه".
وتواصل بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية والأمم المتحدة حشد قادة الرأي والمؤثرين للتحدث ضد خطاب الكراهية، بما في ذلك على راديو أوكابي التابع للبعثة، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
نزع سلاح الجماعات المسلحة
وقال المسؤول الأممي: “إننا نرحب بالجهود السياسية الوطنية والإقليمية الجارية لمرافقة نزع سلاح الجماعات المسلحة وندعمها”، موضحا أن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) تعمل أيضا بشكل وثيق مع مكتب المبعوث الخاص لمنطقة البحيرات العظمى، لتعزيز التدابير غير العسكرية لنزع سلاح الجماعات المسلحة.
وكانت الزيادة في الهجمات في جميع أنحاء المنطقة المضطربة محور اجتماع مجلس الأمن في نهاية الشهر الماضي.. وقد شنت حركة إم 23 المتمردة الوحشية -التي بدأت كقوة منشقة من متمردي الجيش في عام 2012 وارتكبت العديد من الفظائع وجرائم الحرب- أكبر هجوم لها ضد القوات الحكومية منذ عقد، وفقا لتقارير إخبارية.
وقالت الأمينة العامة المساعدة للشؤون السياسية وعمليات السلام، مارثا بوبي، إنه "من الضروري" أن يلقي المجلس بثقله وراء الجهود المبذولة لنزع فتيل تصاعد العنف، ولا سيما من قبل مجموعة إم 23، الذي أدى إلى نزوح الآلاف، وقد فر الكثير منهم عبر الحدود إلى أوغندا.
ويدفع المدنيون ثمنا باهظا لأعمال العنف، وفقاً لمعلومات مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" التي تشير إلى نزوح نحو 75 ألف شخص بسبب القتال الأسبوع الماضي في مقاطعة شمال كيفو، بينما عبر 11577 شخصا الحدود إلى أوغندا.
وأصيب اثنان من بعثة حفظة السلام التابعة للأمم المتحدة في البلاد بجروح طفيفة في الأعمال العدائية، بينما قُتل ما لا يقل عن 16 جندياً كونغولياً وجرح 22 آخرون.
وتعتبر الهجمات على المدنيين من المخاطر اليومية في الأقاليم الشرقية للكونغو، حيث تتنازع مجموعات مثل كوديكو وغيرها من الميليشيات المسلحة المتحاربة، فضلا عن فرع محلي تابع لتنظيم داعش، على الأراضي والموارد.
وأودت مثل هذه الصراعات بحياة الآلاف وشردت ملايين آخرين منذ مطلع العقد الحالي، وفقا لمجلس اللاجئين النرويجي.